جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات

نصف قرن من العطاء........ بدأت برصاصة ولن تنتهي الى كذلك !!

نصف قرن من العطاء........ بدأت برصاصة ولن تنتهي الى كذلك !!
طباعة تكبير الخط تصغير الخط

نصف قرن من العطاء في خدمة القضية الأم للعالم العربي القضية المركزية في الشرق الأوسط، نصف قرن بدأت برصاصة وأنا على يقين أنها لن تنتهي الي كذلك، في عام 1964م انطلق الفصيل الأكبر على الساحة الفلسطينية بدأ برصاصة الدفاع عن الوطن، رصاصة التحدي للاحتلال، رصاصة الانتقام لدماء الشهداء والجرحى، وانتهي بمفاوضات عقيمة لم تنجب سوى الذل والتراجع الشعبي والانقسام التنظيمي، فهل نصف القرن الآخر سيكون نهاية تاريخ تنظيمي جسد الطريق للدولة الفلسطينية أم ستكون الرصاصة التي بدأت بها الخمسين عام الاولي هي نفس الرصاصة التي ستكون عنوان المرحلة القادمة من نصف القرن الآخر..؟؟
خمسون عاما من العمر التنظيمي لحركه التحرير الوطني الفلسطيني فتح قد انتهت خمسون عاما من التضحية بدأت بالكفاح المسلح وانتهت بالمفاوضات بدأت بالرصاصة الاولي ردا على مجازر الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني ودفاعا عن حقوقه وانتهت بالشجب والاستنكار على مقتل وزير فلسطين وقيادي في حركة فتح الشهيد زياد أبو عين،
فرغم تنوع أساليب الدفاع عن الوطن ورغم تغيير الميثاق ونبذ العنف، ورغم الخلاف الداخلي مازالت حركة فتح تحمل الاسم الأكبر بين التنظيمات الفلسطينية الوطنية راعية المشروع الوطني فهل ستبقي كذلك في الخمسين عام القادمة أم ستطر إلى تغيير استراتيجيات الحركة الوطنية لكي تتماشي مع الواقع الإقليمي والعربي وهل بقاء حركة فتح في رأس الهرم في قيادة جميع المؤسسات السياسية الفلسطينية يخدم  واقع التنظيم الفتحاوي أم يجب السماح للكل الفلسطيني أن يشارك في صنع القرار الفلسطيني لدفع عجلة التحرير إلى الأمام سواء بالعمل العسكري أو بالعمل السياسي على القاعدة الوطنية ،
إن حديثي في هذه الفترة عن حركة فتح هو نتيجة الدراسات التاريخية لمخرجات الناتج الوطني للقضية الفلسطينية ومجريات الأحداث اليومية التي تعصف بالقضية الفلسطينية يوما بعد يوم والتباعد بين التنظيمات الفلسطينية وعدم وجود تنظيم قادر على لعب دور الأب القائد الحاضن للأبناء، فبعد خمسين عاما من العمر يطرح الواقع خيارين استراتيجيين، 
الأول أن يلعب التنظيم دور الأب القائد الذي يجمع الكل الفلسطيني مهما اختلفت الإيدلوجيات تحت راية واحدة وهدف واحد لا تفرقة بينهم بعيدا عن الحسابات الإقليمية والدولية فالدولة الفلسطينية مازالت محتلة والشعب الفلسطيني بحاجة الى الوحدة الداخلية أكثر من حاجته لاعتراف المجتمع الدولي بدولته دون إيجاد حلول عادلة ونهائية للقضية الفلسطينية ،
والخيار الاستراتيجي الثاني وهو أن يصاب التنظيم بجلطة تنظيمية تصيبه بالشلل النصفي تقسم التنظيم الى نصفين نصف يبحث عن العلاج ونصف يبحث عن بتر الجزء المصاب والنتيجة ضياع الجزء الأكبر من وحدة الوطن ضياع الرصاصة الاولي للثورة ضياع حلم مؤسس الثورة الشهيد الراحل ياسر عرفات وضياع الوطن،
وفي النهاية لن يدخل المسجد الأقصى جناح عسكري أو حزب سياسي منفردا فالوطن بحاجة إلى الجميع وبحاجة الى التكاتف وبحاجة الى الوحدة بحاجة الى عودة النظر في استراتيجيات الحل الدائم مع الاحتلال وبحاجة الى إعادة النظر في الأساليب والطرق المستخدمة في الدفاع عن الحقوق وفي الرد على الاعتداءات فالوطن لن ينتظرنا خمسون عاما قادمة، وفي الختام نبارك لحركة التحرر الوطني خمسينيتها الأولي وننتظرها في نصف القرن الآخر في ظل الوحدة الوطنية لا في ظل الانقسام.