جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات

حقوق الإنسان في زمن كورونا

حقوق الإنسان في زمن كورونا
طباعة تكبير الخط تصغير الخط

✍️حقوق الإنسان في زمن كورونا

أ. إبراهيم غازي قويدر

رئيس مجلس إدارة جمعية العدالة للحقوق 

????منذ أن وُجدت أحكام قانون حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وضعت معايير واضحة تتيح للمرء أن يميِّز بين الحق والباطل، وتوفر إطاراً مفسراً لما نشهده من أحداث ما يجعلنا نفرق بين الخطأ والصواب ، كما تمنحنا هذه المبادئ أساساً قانونياً لمحاسبة الحكومات المقصره بحقوق شعوبها


????وتكتسب  حقوق الإنسان صفة إلزامية كونها تشكل مرجعية قانونية دولية لها لجانها وموادها الرقابية في توفير الحماية للحقوق والحريات، وفق النظم القانونية  الدولية المعاصرة

????ولعل أهم ما في حقوق الإنسان هو حق الفرد في الصحة، فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ينص على الحق في الوصول إلى الرعاية الصحية، والحق في الوصول إلى المعلومات، وحظر التمييز في تقديم الخدمات الطبية، وعدم الإخضاع للعلاج الطبي دون موافقة المريض

????وليس هناك ما يصور أهمية هذا الأمر(حق الرعاية الصحية) على نحو أوضح من الأزمة الصحية التي يعيشها العالم حالياً وهي أزمة كورونا

????فلقد أثرت جائحة «كورونا» على صحّة الشعوب حول العالم، وأثرت كذلك في كثير من حقوق الإنسان و الحرّيات الشخصية بسبب حجرالحكومات مئات الملايين في منازلهم.


????فمع أزمة «كورونا»، ضعفت الرقابة على الحكومات، وغاب المشرّعون عن البرلمانات، وأعلنت أغلب الدول حالة الطوارئ ونشرت جيوشها في شوارع الدول وأحيائها واستغلال ذلك في تحقيق بعض المكاسب السياسية من خلال ملاحقة المعارضين وسجنهم في ظروف لا تراعي الوضع الصحي الحالي والتلويح بالعقوبات والغرامات على المخالفين في انتهاك واضح لحقوق الإنسان المدنية 

????لقد بات واضحا استعمال بعض الدول هذه الأزمة لتحقيق بعض المكاسب على المستوى الدولي من خلال عقد الصفقات التجارية الخاصة بالمعدات الصحية أو قرصنة بعض المواد الإغاثية المستخدمة لمواجهة كورونا

????وهذا ما أكده المجلس القومى الإيطالي للبحوث حيث أكد بأن اجراءات الطوارئ التي اتخذتها الحكومات في سياق مكافحة تفشي جائحة «كورونا» غير عقلانية وغير مبرّرة، مستندا إلى بيانات منظمة الصحة العالمية ، التي اعتبرت أنّ أعراض الجائحة تكون خفيفة أو معتدلة لأغلب الحالات

????يبدو أن  السلطات الحكومية ووسائل الإعلام التابعة لها أرادت أن تخلق مناخاً من الذعر، يتسبب في حالة استثناء حقيقية تتضمن تقييد الحركة وتعليق الحياة اليومية ليس هذا فحسب فلقد وصل الأمر إلى المفاضلة بين من يستحق الرعاية الصحية ومن لا يستحق في انتهاك خطير لأقدس حق من حقوق الإنسان وهو حق الحياة

????لذا فإن حقوق الإنسان في زمن كورونا شهدت تراجعا كبيرا غير مبررا دون مبالاة أو تحرك من المشرعين الدوليين الذين باتوا هم أيضاً ضحية لإجراءات الطوارئ التي تتخذها الحكومات