اللعب ضمن معادلة الرعب
اللعب ضمن معادلة الرعب
أولاً : استهلال :
ها قد انقشع غبار صلية الصواريخ التي خرجت من جنوب لبنان عصر الخميس 06 04 2023 ، وتبدّى الغبار الذي تناثر من الحفر التي تركتها صواريخ العدو التي اطلقها باتجاه غزة ، وفي محيط مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين في الجنوب اللبناني . وانطلاقاً من المثل القائل : لا يُحكم على مصارعة جملين ما لم يتوقفا ، ثم تزول سحابة الغبار عن رأسيها ؛عندها فقط يمكن أن يحكم أي الجملين هو الفائز بجولة المصارعة تلك ، الأمر الذي يدفعنا إلى القول أن الكثيرين ـ ولسنا منهم ـ يسارعون مع بداية أي حدث أمني أو عسكري مع هذا المحتل بالكتابة والتحليل وإصدار التوصيات وتقديم التقديرات ؛ الأمر الذي نعتقد أنه لا يستقيم ، على اعتبار أن مثل هذه المواقف الأمنية والعسكرية تصعب الكتابة عنها ، وإصدار الأحكام عليها ما لم تنتهِ وتُستجمع تفاصيلها وما تيسر من معطيات عنها ، ثم تُخضع للدراسة والتحليل من أجل استخلاص العبر والدروس منها ، لنراكم على منجزاتها ، ونتجنب في المستقبل اخفاقاتها ، الأمر الذي تأتي هذه الورقة للحديث عنه ، شرحاً للموقف واستخلاصاً للدروس ، وتقديماً للتوصيات .
ثانيا : الموقف :
أصبح معلوماً لدى الجميع أن هناك ما لا يقل عن 30 صاروخاً من نوع غراد 122 نصبت في منطقة مزارع للحمضيات ، وبين أودية منطقة "القليلة " في جنوب لبنان والتي تبعد عن فلسطين المحتلة مسافة تصل إلى 20 كيلومتر ـ خط نار ـ وأن هذه الصواريخ قد وقتت عبر أجهزة توقيت الكترونية ، بحيث تنطلق دفعة واحدة تقريباً باتجاه أهدافها التي صُفرت عليها ، وحيث أن هذا النوع من الصواريخ مخصص لضرب أهداف منطقة وليس أهداف نقطة ؛ مما يعني أنها قد تصيب هدفاً ما بشكل مباشر ، وقد تقع في محيط جغرافي محدثة حالة من الرعب والخوف ، وخسائر مادية وبشرية لا يمكن لأحد أن يقدر قدرها ، ما لم يرَ أثرها ـ الصواريخ ـ بعد سقوطها ، وهنا تجدر الإشارة إلى ما ذكره العدو من أن القبة الحديدية قد اعترضت مسار بعض من هذه المقذوفات فأسقطته . كما نشير كذلك إلى ما قيل وشوهد عبر الاعلام من أن عدداً من هذه الصواريخ لم ينطلق أصلاً نتيجة عطل تصنيعيّ ما قد يكون في حشوة الصاروخ الدافعة ، أو فنيّ في وسيلة تشغيلها الالكترونية .
لقراءة المزيد من المقال اضغط هنا
111.pdf
