مفهوم الواقعية للحركات الثورية

مفهوم الواقعية للحركات الثورية
توطئة :
تُعد العلوم الاجتماعية من أعقد العلوم التي يتعاطى معها طلاب العلم وبنو البشر ؛ كيف لا وهي ـ العلوم الاجتماعية ـ قائمة على دراسة سلوك الانسان ؛ منشأً وتحليلاً وتعليلاً ، فإن كان منشأ الفعل من الكائنات التي تنتج أعمالها ـ فعلاً أو رد فعل ـ انطلاقاً من كثير من الدوافع و كثير من المحددات والمنطلقات ؛ إن كانت أفعاله كذلك ـ وهي كذلك ـ فإنه يبنى عليها كثير من التفسيرات والتأويلات والتحليلات ؛ بناء على جهة التحليل أو التعليل ، والأدوات التي استخدمتها تلك الجهة عند قيامها بدراسة هذا السلوك البشري . ومن أكثر المصطلحات التي تطرق أذن السائل عندما يسأل عن تعليل فعل أو تحليل سلوك ، مصطلح "الواقع " ومشتقاته ، من " واقعية " أو "بواقعية " أو " واقعيا " ، ولما كانت الحركات الثورية إنما جاءت لتتعامل مع ، "واقع موجود " بهدف تغييره إلى أو سوقه باتجاه " واقع منشود " ، كان لا بد للثورة والثوريين أن يكون لهم فهمهم الخاص لهذا المصطلح السياسي ، الأمر الذي ستحاول هذه الورقة أن تجيب عليه من خلال طرقها لعناوين ذات صلة ، بدءاً من تحرير المصطلحات ، ثم التعريج السريع على مدارس العمل السياسي في العلاقات الدولية ، ثم ستقترح الورقة مفهوماً خاصاً للواقعية ، نزعم أنه يمكن أن يكون صالحاً للحركات الثورية ، لتختم ـ الورقة ـ بما يقتضيه هذا التعريف المقترح من مقتضيات ، وما ينبني عليه من مخرجات . فنكون بذلك قد أسهمنا في ضبط المصطلحات ، ليبنى على الشيء مقتضاه .
تحرير المصطلحات :
تعريف الواقعية :
يصطدم الباحث عند يدقق في مصدر كلمة " واقعية " لضبطه عبر معاجم اللغة ، يصطدم بكم هائل من المعاني والمشتقات ، ما بين ما هو اسم ، وما هو فعل أو صفة ، ولن ندخل في هذا الباب من البحث ، فله أهله وأصحابه ، ولكن ما يعنينا في هذا المجال هو تعريف الواقعية والتي تكاد تجمع عليه كل التفاسير على أنها عكس الخيال ، أو هي : وجهة النظر التي تتطابق مع الأشياء المعروفة ، أو المدركة وجودياً . أي أنها تتحدث عما هو قائم ومشاهد وملموس فعلاً في الحاضر ، وليس لها علاقة بما هو متصور في المستقبل ، أو ليس هناك شواهد على إمكانية حدوثه ، هذا باختصار.
لقراءة المزيد من المقال اضغط هنا
مفهوم الواقعية للحركات الثورية.pdf