في ذكرى الهجرة.. خارطة طريق تحرير فلسطين

في ذكرى الهجرة.. خارطة طريق تحرير فلسطين
طباعة تكبير الخط تصغير الخط

في ذكرى الهجرة...

خارطــــة طريـــق تحرير فلسطين

 

د. محمد إبراهيم المدهون

هنا فلسطين حيث تتجسد ملامح الصراع الأبرز بين مشروعي الخير والشر والحق والباطل، بين المشروع الصهيوني رأس حربة المشروع الغربي في مواجهة المشروع الإسلامي ورأس حربته الشعب الفلسطيني بقيادة حماس.

هنا فلسطين نرسم خارطة الطريق لتحرير فلسطين كما رسمها محمد e وليست كما رسمها بوش في خارطة طريقه المضللة، وليست كالخارطة التي يقوم بتنفيذها أوباما. خارطة طريق محمد e تعتمد قاعدة " أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ، الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ" [الحج : 39،40].

 

رسم محمد e خارطة الطريق للتحرير حين أُخرج من مكة فقال: "يا مكة إنك والله أحب أرض الله إلى قلبي ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت"، فكانت مكة وتحريرها والعودة إليها البوصلة. ونحن نؤكد أن فلسطين وتحريرها البوصلة لخارطة طريقنا.

 

ولما وصل إلى المدينة وقبل أن يرقد وضع الأساس للمسجد الأول ورسم الخط الأول في خارطة طريق العودة. فالمساجد تضع أساس العودة بالقرآن والإيمان والتمسك بالعقيدة ووحدة المرجعية "تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي" ، " فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى، وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً" [طه: 123،124].

وقبل أن يكتمل بناء المسجد جمع e أصحابه ليرسم الخط الثاني في خارطة طريق التحرير بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار. بناء الجسد الواحد والإخوة الكاملة " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ" [الحجرات: 10] " ، "مثل المؤمنون في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى عله سائر الجسد بالسهر والحمى".

 

وعلى قاعدة " وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ "َ [آل عمران : 103] تحقق فضل الله تبارك وتعالى بالوحدة، " وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً" [آل عمران: 103]" تحقق النجاح بالتحرير ولم يكن الفشل الذي مبدأه النزاع والشقاق، " وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ" [الأنفال : 46].

ومن ثم رسم e الخط الثالث في خارطة طريق التحرير باستثمار الطاقة البشرية وتطوير قدراتها وبناء الإنسان " وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" [الأنفال : 26]

والخط الرابع في خارطة الطريق بإعداد المقدرات المادية وعلى ذات قاعدة الإعداد "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ " [الأنفال : 60]  بعد أقل من عشر سنوات كان محمد  e في مكة عائداً فاتحاً منتصراً محرراً.

 

في خارطة الطريق التي رسمها محمد  e  ونفذها خطوة خطوة لم يغفل عن قاعدة ذهبية في خروج آدم عليه السلام من الجنة كجزء مكمل لخارطة الطريق. فحين أُخرج آدم من الجنة عاتبه ربه بأنه "فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً" [طه : 115] ". مما يحقق المعنى المراد في أن حلم التحرير بحاجة إلى الاحتفاظ بالذاكرة وعدم النسيان وبحاجة إلى امتلاك العزيمة والإرادة الصلبة القادرة على الوصول إلى حلم العودة بالصبر والمثابرة ومواصلة الطريق وفق خارطة طريق محمد e للتحرير.

 

في ذكرى الهجرة نتنسم عبق الحرية والكرامة والتضحية والتخطيط والإرادة واليقين والإعداد، ونتحقق من خارطة طريق جادة وموصلة إلى ساحات المسجد الأقصى المبارك فاتحين وإلى سواحل فلسطين الغالية محررين.

 

وفق الله شعبنا العظيم لتحرير أرضه والعودة المباركة المظفرة.