جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات
اعادة اختراع الحكومة
الكاتب : علي أبو زايد
بوسع مجتمعاتنا العربية أن تنهض وتتقدم، فالتخلف ليس قدراً مكتوباً على أي شعب من الشعوب، وإنما تخلف سياسي في الدولة يعود إلى النخب الحاكمة، فمن الأمثلة الناجحة جمهورية بوتسوانا وهي من دول جنوب الصحراء ذات الموارد الفقيرة أصبحت واحدة من أسرع الدول نمواً في العالم، فيما لا تزال دول شقيقة لها في أفريقيا كزيمبابوي يطحنها الفقر والعنف، وتفيد إحدى الدراسات العلمية الحديثة إلى أن المؤسسات السياسية والاقتصادية التي بناها وصنعها الإنسان هي التي أدت وتؤدي إلى نجاح الأمم، وإلى تطورها الاقتصادي أو أدت وقد تؤدي بنية هذه المؤسسات وطبيعتها إلى عكس ذلك، ففلسطين الآن على موعد إن شاء الله مع حكومة وحدة وطنية بما يضمن تحقيق الشراكة الوطنية، ولأننا نتطلع لفلسطين يسكنها الأمن والأمان والسلام، وتتحرك بخطى ثابتة نحو التنمية والتقدم، فإننا نأمل أن نشاهد في الحكومة الموعودة ما يلي:
1- أن تكون نموذجاً يجسد فعلاً الوحدة والشراكة الوطنية، فحسب الوحدة الوطنية أنها جامعة لشتى مكونات المجتمع في ظل راية واحدة لتحقيق أهداف تسمو فوق أي خلاف أو حزبية، ويكون الولاء الأسمى هو الولاء والانتماء للوطن- فلسطين.
وهناك من العوامل التي تفت في عضد الوحدة الوطنية مثل: انعدام الأمن والمحسوبية في الجهاز الإداري للدولة وتغليب المصلحة الخاصة على العامة .. الخ، وتستطيع الحكومة بل من مسؤوليتها العمل على إدامة الوحدة الوطنية بالقضاء على العوامل والمسببات التي تدمرها.
2- ينبغي ألا نفسد الوحدة الوطنية ليكون شعاراً فقط ونفرغه من مضمونه، ونمارس نقيضه، فالوحدة الوطنية هنا شراكة وتوافق لا محاصصة، وتغليب المصلحة العامة لا الأنانية، وهو ما نرجو من الحكومة المرتقبة تجسيد هذه المعاني.
3- يجب أن يضعوا نصب أعينهم بأنه لا إصلاح اقتصادي ولا تنمية بدون إصلاح إداري شامل، فالتغيير والتطوير لا يحدث باستمرار العمل بالسياسات القديمة، لا نريد وزراء ولا مدراء أو موظفين محكومين بنظرية «إنا وجدنا آباءنا».. نحن نريد من الحكومة المرتقبة أن تقدم النموذج والأمل والتفاؤل بالتغيير، لسنا بحاجةٍ لعدد كبير من الوزارات، لابد من دمج بعض الوزارات وبهيكلة جديدة، إن الهيكل الإداري القائم يحقق هدراً للإمكانيات مثلما يمثل معوقاً للأداء والانجاز، لذلك نأمل أن تكون الحكومة المرتقبة حكومةً مصغرةً تتسم بالقدرة والفاعلية.
4- لا بد أن تقتحم الحكومة المرتقبة الإصلاح الإداري الشامل باعتباره مدخلاً لكل الإصلاحات، وأن تقدم النموذج في ذاتها، حكومة مصغرة ذات كفاءة ومقدرة على تلبية احتياجات المواطنين، وهذا لا يصطدم مع الوحدة والشراكة الوطنية.
أختتم بمقولة لبرناردشو للتأمل:) التقدم مستحيل بدون تغيير، وأولئك الذين لا يستطيعون تغيير عقولهم، لا يستطيعون تغيير أي شيء ).
