جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات
مؤتمر غزورني والأهداف
الكاتب : خالد هنية
مؤتمر غروزني: له أبعاد وأهداف عدة تتساوق والرؤية الأمريكية الروسية الإيرانية، في إطار الحرب الدائرة في المنطقة والتي تشكل دول السنة في الإقليم ركيزتها الأساسية، وهنا نقف علي بعض الأهداف لهذا المؤتمر:
#أولا: محاولة خلق حالة من الفرقة بين أهل السنة والجماعة علي أساس الفرق وإثارة نعرات من شأنها تعزيز التجزءة الفكرية للدول السنة والأهم فيها المملكة العربية السعودية والتي تشكل الفكر الوهابي واعتبارها الحاضنة الأساسية للسنة، بهدف تحيدها عن الخلاف مع إيران بشكل تكون فيه السنة كتلة واحدة فتعدد المذاهب يزرع الفرقة والفتنة ويوسع دوائر الصراع.
#ثانياَ: في إطار التقسيم الجديد للمنطقة التي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، فإنها تعمل بكل الوسائل لخلق حالة من الأزمات والإقتتال الداخلي وصهر قدرات الأمة، فلجئت إلي المخل الأيديولوجي في الصراع علي الأساس المذهبي وهو الذي يعزز من التقسيم المناطقي علي هذا الأساس وهو مابات واضحاَ عمليا في سوريا، وفي كل يوم تقوم مراكز الأبحاث الأمريكية بتقديم أفكار جديدة لصانع القرار لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة.
#ثالثاَ: محاولة صهر القوي المركزية في المنطقة وإدخالها في خلافات علي الأساس المذهبي، وهو مايبدوا استحداثه بشكل جديد وبطرق جديدة.
#وبإعتقادي فإن إيران تحاول أن تبث أفكار جديدة وفرض معادلات جديدة تخرجها من دائرة الضغط المذهبي علي أساس الصراع السني الشيعي وجعله فقط في الإطار السني أو تصديره كذلك، وهذا يبقي مجرد توقع في ذلك بتبني الفكر الغربي في إدارة الصراع نستدل علي ذلك بأن الحاضن الرئيس للمؤتمر هو روسيا الحليف الاستراتجي لإيران، والتي تعمل جاهدة علي تقاسم المصالح معها.
#رابعاَ: كون المملكة العربية السعودية تشكل الفكر الوهابي الذي يعتبر علي خلاف كبير مع الإسلام السياسي، فإن تلك القوي تعمل علي خلق صراع بينها وبين الدول المركزية التي تشكل الإسلام السياسي سواءَ في المرحلة الحالية أو احتمالية صعود تيارات إسلامية للحكم من جديد، مثال ذلك تركيا التي يتربع علي عرشها الإسلام السياسي في الوقت الحالي وفي إطار المؤامرات الدائرة التي تستهدف تركيا فإن الأهداف تريد لها خلق حالة من الصراع بينها وبين اللمملكة. وكذلك احتمالية عودة الإسلام السياسي للحكم في مصر الذي هو في عقل صانع القرار الغربي أنه سيكون أكثر شراسة وغضب من دول رعت الإنقلاب في مصر فإن ذلك سيثير النعرة الدينية وسيعزز من الصراع بين أهل السنة وهنا نقف ونركز للمستقبل وبإعتقادي أن هذا احتمال كبير تعمل عليه الولايات المتحدة مع عدم القدرة علي الاحتفاظ ببقاء النظام الحالي في الحكم في مصر فإنها ستسمح بعودة الإسلامين أو تتجهز لذلك لكي تصهر القوي المركزية في حرب طاحنة مع بعضها.
