جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات

القيادة الفلسطينية بين الواقع والطموح

القيادة الفلسطينية بين الواقع والطموح
طباعة تكبير الخط تصغير الخط

إن المتابِع اليوم لواقع الأمة الأليم والمرير الذي تعيشه من تشريد وتقتيل وضياع لكافة المقدرات البشرية والمادية دون مسوغ شرعي ولا قانوني ولا بشري، يجدُ أن السبب في فقدان الأمة للقيادة التي تحمل الفكر والرؤية الإستراتيجية لدولهم، فمن خلال هؤلاء القادة يمكن للدولة أن تمنوا وتتطور والواقع شاهد على ذلك، نرى بكل أسف التوغل الخارجي لعقول القيادات العربية والإسلامية عامة والقيادة الفلسطينية خاصة.

          وإن المتمعن في القيادة الفلسطينية يرى فيها الفرقة وعدم التوحد فيما بينها من خلال برامج التنظيمات المختلفة والقيادات التي تقود تلك التنظيمات، حتى أصبح هناك تشاؤم عند المجتمع الفلسطيني من وجود وحدة حقيقية في ظل هذا الانقسام المرير، وفي ظل هذا الواقع الذي نعيش ترى كل حزب يصدح بما فيه ولمصلحته الشخصية، وترى الجميع يتحدث عن مشروع وطني فلسطيني، ولكن للأسف نرى على الأرض مشاريع تصبُّ في مصلحة العدو بدلاً من مصلحة الشعب الفلسطيني والتي من الأوْلى أن تكون في المقدمة.

          إن الواقع الذي نعيش يتطلب منا وقفة جادة مع أنفسنا ومع المجتمع ليكون هناك ثقافة عند الشعب تسمى "ثقافة حب الوطن" وليس حب الحزب أو التنظيم، وليعلم الجميع أن الوطن فوق كل المصالح الحزبية الضيقة، حتى تصبح ثقافة الشباب والجيل الصاعد هي ثقافة وحدة وليس فرقة تجمع الجميع على حب الوطن وتحرير الأرض من العدو الصهيوني الذي يعادي الكل الفلسطيني وليس حزباً معيناً.

          لذلك يجب علينا نحن كفلسطينيين أن نجتمع على مشروع وطني موحد يجمع كل الأحزاب والتنظيمات على الساحة الفلسطينية، ويكون هذا بمثابة ميثاق شرف للشعب الفلسطيني لا يجوز لأي أحد كان أن يتعدى هذا الميثاق وأن يكون هذا هو المرجع الوحيد لجميع الأحزاب والتنظيمات الموجودة في الساحة الفلسطينية.

يجب على القيادة الفلسطينية أن تعيد للوطن مجده وعزته، وعدم ترك المجال لشخص أو حزب التحكم بمصير شعب بأكمله.

كما يجب أن يكون شعار الجميع الدين ثم الوطن ثم الحزب، وأن يكون الجميع تحت القانون وهو المرجع الوحيد لجميع الخلافات والتناقضات بين التنظيمات المختلفة.

إن الوضع الفلسطيني الحالي يتطلب منا جميعاً عدم التفرج وترك العدو ينهش فينا شيئاً فشيئا ليقضي على وجود الفلسطينيين سواءً كان في القدس أو الضفة أو غزة.

لذلك أدعو جميع الشرفاء من قيادات التنظيمات الفلسطينية التوحد وعدم ترك المجال لضياع الاسم والهوية الفلسطينية، ولنعيد قضيتنا العادلة ومجد امتنا الذي ينظر إلى النصر القريب بإذن الله تعالى.