ان الطفرة التي شهدتها التكنولوجيا في السنوات الأخيرة، أحدثت ثورة جديدة في عالم الانترنت حيث أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت مثل "توتير"، "فيس بوك"، "يوتيوب" وغيرها من مواقع التواصل وسائل إعلام يعتمد عليها الكثيرون في استقاء الأخبار والاطلاع على ما يجري في العالم.
ان وسائل التواصل الاجتماعي هذه أحدثت ثورة حقيقية في الحقل الإعلامي وفرضت نفسها منافسا جديا لوسائل الإعلام التقليدية، خصوصا أن الأمر لا يتطلب أكثر من جهاز لا بتوب او جوال حديث وأنترنت وكاميرا، كما انها خلقت نوعا جديدا من الصحافة يعرف بـ "الناشط الشبابي " وهو عبارة عن شخص يقوم بنقل الأخبار والمعلومات سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية وغيرها من الأخبار والمعلومات من هنا وهناك ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي فهي لا تأخذ وقت او جهد من الناشط سوي دقائق وتكون متاحة الي جميع انحاء العالم .
وتتميز وسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص في سرعة نقل المعلومة ووصولها إلى عدد كبير من الجمهور الذي لا يملك الوقت لقراءة الصحف أو مشاهدة التلفزيون، كما وتجاوزت وسائل الإعلام الاجتماعي الرقابة المشددة التي تفرضها الحكومات في بعض البلدان على وسائل الإعلام التقليدي .
ولقد لعب نشطاء التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في تغطية أحداث لم تتمكن وسائل الاعلام التقليدية من الوصول إليها، خصوصا في نقل أحداث الثورات التي افرزت ما اصبح يعرف "بالربيع العربي " ففي مصر مثلا نجد ان نشطاء التواصل الاجتماعي قاموا بتغطية احداث مقتل الناشط الشابي خالد سعيد والتي أدت الي حدوث ثورة 25 يناير والتي بدأت بدعوة عبر الفيس بوك .
كما اننا نجد ان الثورة السورية أصبحت دار عبر مواقع التواصل الاجتماعي نظرا لعدم إمكانية تغطيتها عبر القنوات الرسمية.
فبعض الناشطين وهم قلة يقومون بنشر المعلومات والأخبار بكل مصداقية وشفافية ويراعون المهنية في نشر الخبر فهم متخصصون وأصحاب خبرة ، لكن الغالبية هواة وغير متخصصون ينشرون الأخبار والمعلومات لا يراعون مدى مصداقيتها .
أما نقاط ضعف وسائل التواصل فأنها تتمثل في غياب المهنية وعدم الالتزام بالضوابط الصحافية وهناك أمثلة كثيرة عن أخبار جرى تداولها على "تويتر" أو "فيس بوك" وانتشرت بسرعة البرق في أنحاء العالم ليثبت بعد ذلك عدم صحتها، مثل أخبار عن وفاة بعض المشاهير أو استقالات بعض السياسيين، أو تداول مشاهد فيديو مفبركة.
وهناك نقطة ضعف أخرى تتمثل في امكانية تعرض الحسابات إلى الاختراق والقرصنة وسرقة المعلومات الخاصة وكلمات السر، وصعوبة التأكد من صدقية ما ينشر عليها من معلومات.
لقد وصل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي الي إمكانية الاستغناء عن التلفاز والإذاعات و الصحف وغيرها ، فقد دخل الفيسبوك بجميع نواحي الحياة و صار من السهل جدا استخدامه والوصول إليه ، مع توفر الإمكانيات المطلوبة.
ان هذا التطور التكنولوجي سمح للجميع بالنشر وفي هذا إيجابية كبيرة، كونه سمح لكثيرين في نقل مايرديون كما يريدون وإتاحة الفرصة الشخصية لهم في نقل معلوماتهم لجمهور الإنترنت، فهو يستخدم للاتصال والتواصل والترويج والدعاية ونشر الأخبار والتعارف وتقريب المسافات وإرسال المعلومات والتعرف على ثقافات العالم ومن هنا نجد اختلاف المعلومة فكل ناشط شبابي يحلل وينقل الخبر كما يريد وهنا تقع المهنية في نقل الخبر .