مركز غزة للدراسات و الاستراتيجيات
تاريخ النشر : 2018-03-06
دور ادارة المعرفة في المنظمات
دور ادارة المعرفة في المنظمات

تواجه المنظمات المعاصرة علي اختلاف أنواعها موجه من التحولات والتغيرات المتسارعة التي تجتاح عالمنا اليوم وفي مقدمتها الثورة المعلوماتية  التقنية تلك الثورة التي تعتمد علي المعرفة العلمية المتقدمة واستعمال الأمثل للمعلومات المتدفقة الناتجة عن التقدم الكبير في تقنيات الحاسب الآلي والشبكة العالمية للاتصالات  ونتيجة لتلك التحولات أصبحت المعرفة تمثل المصدر الاستراتيجي الأكثر أهمية في خلق الثورة وتحقيق التميز والإبداع في ظل المعطيات الفكرية , بل أصبحت العامل الاقوي والأكثر تأثيرا وسيطرة في نجاح المنظمة  أو فشلها .

ويعد ربط إدارة المعرفة  في المنظمات من الموضوعات الحيوية والحديثة , فعلي سبيل الأداء تبني عملية وضع واتخاذ القرارات المهمة , وتحديد الاتجاهات للمنظمة وسير نشاط المنظمة وتحديد مدي الاقتراب والابتعاد من تحقيق الأهداف المرجوة للمنظمة  .

وكما ذكرنا  فان إدارة المعرفة تؤثر علي أداء إدارة الموارد البشرية في المنظمات  .

لقد ساهم تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في  عصرنا الراهن  إلي التركيز  المتزايد على المعرفة خاصة من اجل الوصول  إلي المعرفة القيمة، كما أن  ظهور واتساع شبكة الانترنت  خلال  العقد الأخير  والتي تزامنت مع ثورة المعلوماتية والاتصالات الهائلة , أدت إلي ظهور العديد من المفاهيم العلمية مثل إدارة المعرفة واقتصاد المعرفة ومجتمعات المعرفة وغيرها , ونتيجة لذلك بدا الدارسون والباحثون في البحث عن إدارة المعرفة التي تساعدهم في مواجهة تحديات العصر والحلول السليمة والمشاكل التي تواجههم .

وتعتبر إدارة المعرفة هي المورد الرئيسي لإنشاء الثروة ومصدرها الأساسي لتحقيق الميزة التنافسية , لذلك نجد أن المؤسسات تعتمد علي المعرفة وتتحول شيئا فشيئا إلي مؤسسات قائمة عليها لما تقتضيه من أهمية لإدارة المعرفة .

وتنقسم مصادر المعرفة إلي  قسمُين:

  1.  المصادر الداخلية: ,تتمثل في  خبرات  أفراد المؤسسة المتراكمة  حول مختلف الموضوعات وقدرتها على الاستفادة من تعلم الأفراد والجماعات والمؤسسة ككل وعملياتها والتكنولوجيا المعتمدة بالمؤسسة.
  2. - المصادر الخارجية : هي تلك المصادر التي تظهر في  البيئة المحيطة بالمؤسسة ، والتي  تتوقف على نوع العلاقة   مع المؤسسات الاخري  الرائدة في الميدان أو الانتساب إلي التجمعات التي تسهل عليها استنساخ المعرفة .

وتبرز أهمية إدارة المعرفة في المؤسسات كونها  فرصة لتخفيض التكاليف وتعتبر عملية نظامية متكاملة لتنسيق الأنشطة تجاه تحقيق الأهداف وتعزيز قدرة المنظمة للاحتفاظ بالأداء المنظمي المعتمد علي الخبرة والمعرفة وتعتبر أداه لتحفيز المنظمات علي تشجيع القدرات الإبداعية لموارد البشرية وتساهم في تحفيز المنظمات لتجديد ذاتها وكما أنها توفر الميزة التنافسية وهي من أهم الأهداف التي تسعي المنظمات إلي اقتناصها

وفي النهاية نخلص إلي حقيقة مهمة وهي أن المنظمة في حقيقتها تعيش علي المعرفة , وتنشا في إطار رها وتتزود من منهلها ومصادرها المختلفة , وتتطور وتنمو باستخدام الجديد والمتطور منها وننتهي حياه المنظمة حين يتعذر عليها الحصول علي الموارد المعرفية اللازمة لاستثمارها في الوجود , وقد تصدا وتتهاوي كفاءتها وتنهار قدراتها التنافسية حيث تتجمد وتتقادم أرصدتها المعرفية وتتوقف عملية التجديد المعرفي بها .