المؤتمر الثامن - ما بعد سيف القدس.. الإصلاح الفلسطيني المنشود -
|
تاريخ عقد الندوة/ الورشة: 03/06/2021
|
مكان انعقاد الندوة/ الورشة: منصة زووم
|
عنوان الجلسة: الاصلاح الاجتماعي وتعزيز النسيج الوطني
أسماء الضيوف:
- أ. حسام بدران "عضو المكتب السياسي لحركة حماس و رئيس مكتب العلاقات الوطنية في الحركة"
- أ. د مصطفى الشنار "كاتب ومحلل سياسي"
- أ. د كمال تربان " رئيس اللجة الوطنية لتعزيز السلوك القيمي الفلسطيني ، ومستشار وكيل وزارة الداخلية والأمن الوطني لشئون التدريب والتنمية البشرية "
محاور الندوة/الورشة:
- تعزيز منظومة النسيج والوحدة الوطنية.
- الاصلاح الاجتماعي وسبل تحقيق وحدة مجتمعية.
- مقترح تشكيل تجمع وطني موحد.
كلمة الضيف الأول:
أ. حسام بدران / تعزيز منظومة النسيج والوحدة الوطنية
لقد أخفقت التيارات الفصائلية الفلسطينية في ظل التصاعد الثوري الذي شهدته عبر سنوات الاحتلال في تقريب احتمالات الوحدة الوطنية لأنها لم تستطع أن تعطي للمجتمع الفلسطيني مفهوما سياسيا متميزا عن المفهوم الثقافي الفصائلي الذاتي ، وبذلك حرمت نفسها من إمكانية فهم الجدلية التاريخية والاجتماعية للوحدة، وبالتالي امكانية فهم النزاعات والمصالح و الرغبات المختلفة والمتفاوتة التي ينطوي عليها كل مجتمع وكل تجمع سياسي ، كما حرمت نفسها من إدراك طبيعة الصراعات الدولية لتغيير الخريطة السياسية وأبعادها، وعجزت بالتالي عن استغلال الفرص الذاتية ، كما عجزت عن توظيف الوسائل الكبرى التي يقدمها العصر من أجل التحكم بسياسة وفلسفة وتطبيق الوحدة الوطنية وتعميق مسيرتها . ومن هذا المنطلق تحدث ضيف المحور (أ. حسام بدران) عن محاولات تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال المشاركة الفاعلة له في كافة جلسات واجتماعات المصالحة الوطنية الفلسطينية ومن أهم المقتطفات التي تناولتها مداخلته ما يلي:
- السبيل إلى اعادة بناء النسيج الاجتماعي الفلسطيني هو الوصول إلى اعتماد رؤية موحدة حول القضايا التي تواجه شعبنا، خصوصا نظرتنا للاحتلال الاسرائيلي، فلا يجوز أن يعتبره البعض شريكا، والآخر عدواً.
- الانقسام الحالي رغم بغضنا له ليس الانقسام الوحيد في تاريخ الثورة الفلسطينية، فمنذ ثلاثينيات القرن الماضي لم يغب التنازع والتنافس عن تاريخ الفلسطينيين على النفوذ والمكانة بين الزعامات الفلسطينية التقليدية، فالخلافات فيها قديمة تعود جذورها إلى تباين المقاربات إزاء المسألة الوطنية التي سادت الساحة الفلسطينية منذ بدايات النضال الفلسطيني.
- من يريد الوحدة الوطنية فيجيب عليه النظر إلى الواجب فعله للوصول لها وعدم النظر للخلف، فالشعب لم ولن ينتظر قياداته للمضي في هذه الوحدة، فقد حققت معركة سيف القدس كل أصناف الوحدة سواء وحدة الدم ووحدة المقاومة، ووحدة الرؤية والمشاعر اتجاه العدو الغاصب، لذلك فعلى الساسة تحقيق الوحدة في أقصر وقت ممكن فلن يطول انتظار الشعب.
- الانتخابات المفترضة (2021)، كانت تشكل اذا ما نجحت الفرصة الحقيقية لإنهاء الانقسام وقد قدمت حركة المقاومة كل المرونة الممكنة لإنجاحها.
- معركة سيف القدس هي معركة شاملة للكل الفلسطيني والعربي، وقد خلقت واقعا جديدا يترتب عليه تطوير آليات العمل الوطني فلا يمكن أن نستمر بعد هذا النصر على نفس الاليات السابقة.
- بالنسبة للشعوب العربية فقد أظهرت تمسكها بعروبتها وعقيدتها في الدفاع عن المقدسات، بينما كثير من التحركات الدولية وحتى العربية كانت بهدف اخراج العدو الصهيوني من مأزقه.
- لا يؤمن العدو الصهيوني بدولة يهودية بدون الضفة والقدس، فكيف لأصحاب الحق أن يؤمنوا بدولة بدون القدس، فالقدس في عقيدتنا أقوى.
- يجب الاستفادة من العمق الدولي الذي خلقته معركة سيف القدس، في تعرية العدو الصهيوني وارباكه باستمرار ووضعه في حالة استنفار دائم باستنزافه حتى تحقيق النصر عليه بإذن الله.
كلمة الضيف الثاني:
أ. د مصطفى الشنار / الاصلاح الاجتماعي وسبل تحقيق وحدة مجتمعية
يعد السلم الأهلي دعامة أساسية من دعائم بناء المجتمع وتطوره والنهوض به، فحمايته وصيانته يؤسس أساس حماية وصيانة المجتمع من كل أشكال التفكك والتشرذم في بنيته ونسيجه ودماره، ومن المتعارف عليه إن الاحتلال يسعى بشكل دائم ومتواصل لضرب هذا المجتمع، والمس بنسيجه الاجتماعي والوطني ، وتهيئة الأجواء والمناخات لكل أشكال الفوضى والفلتان، ونشر كل المظاهر الاجتماعية السيئة التي تفتك في بنية المجتمع وتمس بوحدته وتماسكه وهي بمثابة أرضية لتمرير سياساته الاحتلالية وتعزيز سيطرته على ثرواته ومقدراته. لذلك يمكن النظر إلى السلم الأهلي والمجتمعي كأحد أهم الثوابت الوطنية، واعتقد أن المسؤولية الوطنية بالدرجة الأولى تتطلب من الكل أخذ الدور المطلوب منه في إطار الحركة الوطنية الفلسطينية بكل مكوناتها في علاج القضايا المترتبة على الانقسام والتي تهدد النسيج الاجتماعي، وترسيخ مبادئ العفو والصفح والتسامح وتقوية الانتماء وصولا لاصلاح اجتماعي يضمن وحدة المجتمع وتماسكه، ومن هذا المنطلق تحدث ضيف المحور (أ. د مصطفى الشنار) عن أهمية الاصلاح الاجتماعي وسبل تحقيق وحدة مجتمعية ومن أهم المقتطفات التي تناولتها مداخلته ما يلي:
- الاصلاح والحفاظ على النسيج الاجتماعي هو شعار الأنبياء والرسل والصالحين منذ بدء الخليقة أمر الله تعالى عباده بها منذ سيدنا آدم عليه السلام.
- لا يمكن الصاق تهمة الانقسام بظهور فصائل المقاومة والتيارات الاسلامية، فذاكرة الثورة الفلسطينية منذ نشأتها مليئة بالانقسامات، وحتى داخل منظمة التحرير الفلسطينية، وداخل حركاتها وأحزابها.
- لا يمكن اضاعة الوطن في انتظار موافقة الاخرين على المصالحة وهم لا تتوفر لديهم الارادة الحقيقية للمصالحة، فالاحتلال والاستيطان غير معالم الضفة الغربية بشكل كامل في ضل استعماء فلسطيني رسمي في المقاطعة.
- للإصلاح مسارين: اصلاح يستوجب المعالجة الوقتية وذلك ينشأ في ضل الازمات الخانقة والانقسامات، واصلاح وظيفي هدفه الحد من الفساد والامراض المجتمعية، يمكن معالجته لاحقا.
- كافة التغيرات التي طرأت على الأنظمة الاساسية في فلسطين كانت نتاج املاءات خارجية ولم تنتج عن مطالبات شعبية.
- لا يمكن للإرث النضالي للآخر أن يكون مبررا لتنازلات لاحقة وتفريط بالثوابت.
كلمة الضيف الثالث:
أ. د كمال تربان / مقترح تشكيل تجمع وطني موحد
لم يغب عن تاريخ الفلسطينيين منذ ثلاثينيات القرن الماضي التنازع والتنافس على النفوذ والمكانة بين الزعامات الفلسطينية التقليدية، فالخلافات فيها قديمة تعود جذورها إلى تباين المقاربات إزاء المسألة الوطنية التي سادت الساحة الفلسطينية منذ بدايات النضال الفلسطيني، فهذا اتسم بالمرونة وذاك بالتشدد. لا شك في أن ذروة تلك الخلافات جاءت مع اتفاق أوسلو وتأسيس السلطة الفلسطينية، الحدث الذي شَطَرَ الفلسطينيين إلى فريقين متخاصمين، أحدهما مؤيد لاتفاقيات أوسلو وما زال يصر عليها، والآخر معارض لها يرغب بتقويض ما تمخّض عنها من نتائج. زاد من اتساع هذا الانقسام ايمان أطراف الانقسام وادعاء كل طرف خير ممثل لهذا الشعب، وأنه صاحب الشرعية الأوحد، لذلك فان تبديد الخلافات بين الطرفين، يتطلب صوغ عقد اجتماعي - سياسي فلسطيني، يتوافق في نطاقه الجميع على المبادئ العامة للمسألة الوطنية، يُتَرجمه برنامج سياسي واضح، يكون قادراً على التعاطي مع الوضع الداخلي والعمل على تعزيزه وتماسكه، وعلى معالجة التعارض بين »الحكم « والمعارضة، وبين السلطة (الدولة) والثورة، وبين الداخل والخارج، وبين ما هو مرحلي وما هو استراتيجي، وقادر أيضاً على التفاعل مع الأطراف الخارجية لحشدها لمصلحة الحقوق الوطنية، ومن هذا المنطلق تحدث (أ. د كمال تربان) عارضا مقترحا لتشكيل تجمع وطني موحد، ومن أهم المقتطفات التي تناولتها مداخلته ما يلي:
- أكدت معركة سيف القدس أن الوحدة الوطنية هي المدخل الاس لتحقيق الشعب الفلسطيني لأهدافه.
- أي مقترح لتشكيل تجمع وطني موحد يجب أن ينتقل:
- من مرحلة الاتفاقات الى مرحلة الخطوات
- من تكديس الأفكار إلى البناء عليها
- الانعتاق من الاثار السلبية المهبطة والانتقال الى التحدي والاصرار حتى لو بدا تجديفا خلف التيار
- أبجديات المقترح: وجود الانسجام بين مكونات المجتمع وامتلاك الشرعيات اللازمة.
- من غايات المقترح:
- تجديد الشرعيات من خلال تمكين الشعب من اختيار ممثليه بحرية مطلقة
- وقف التفرد بالقرار والتغول على حقوق المواطنة لأبناء شعبنا.
النتائج والتوصيات:
- ضرورة السعي إلى الاصلاح السياسي والمجتمعي والحفاظ على النسيج الاجتماعي الفلسطيني، واعطاءه الأولوية في أجندة القوى السياسية الفلسطينية.
- العمل الفاعل من أجل انجاز المصالحة الفلسطينية دون انتظار موافقة الاخرين أو انتظار توفر الارادة الحقيقية لديهم للمصالحة.
- الكف عن ربط مصير النظام السياسي الفلسطيني بأجندات دولية، وجعل أي تغيير يمثل متطلبات الوضع الفلسطيني، وعدم الرضوخ سوى للإملاءات والمطالبات شعبية.
- اعتماد رؤية موحدة حول القضايا التي تواجه شعبنا، خصوصا نظرتنا للاحتلال الاسرائيلي، فلا يجوز أن يعتبره البعض شريكا، والآخر عدواً.
- من أجل انجاز الوحدة الوطنية علينا النظر إلى ما يجب فعله للوصول لها وعدم النظر للخلف، وتحقيق الوحدة في أقصر وقت ممكن فلن يطول انتظار الشعب.
- ضرورة اجراء الانتخابات لكونها الفرصة الحقيقية لإنهاء الانقسام.
- ضرورة تطوير آليات العمل الوطني فلا يمكن أن نستمر بعد معركة سيف القدس على نفس الاليات السابقة.
- الاستفادة من العمق الدولي الذي خلقته معركة سيف القدس، في تعرية العدو الصهيوني وارباكه باستمرار ووضعه في حالة استنفار دائم باستنزافه حتى تحقيق النصر عليه بإذن الله.
- لوضع مقترح ناجح لتشكيل تجمع وطني موحد يجب أن ينتقل من مرحلة الاتفاقات الى مرحلة الخطوات، ومن تكديس الأفكار إلى البناء عليها، إضافة إلى الانعتاق من الاثار السلبية المهبطة والانتقال الى التحدي والاصرار حتى لو بدا تجديفا خلف التيار، مع توفر الانسجام بين مكونات المجتمع وامتلاك الشرعيات اللازمة.
- ضرورة تجديد الشرعيات من خلال تمكين الشعب من اختيار ممثليه بحرية مطلقة، ووقف التفرد بالقرار والتغول على حقوق المواطنة لأبناء شعبنا.
- تعقيب الباحثان على المؤتمر وسبل الارتقاء به:
تعقيب الباحثان:
- أتاحت المشاركة في المؤتمر فرصة للباحثين والحضور التعرف على الواقع الفلسطيني وافاق الإصلاح المنشود من قبل متحدثين وكتاب وباحثين مختصين في الشأن الفلسطيني بكافة ابعاده.
- تساهم المشاركة العالمية والحضور من دول مختلفة في التعرف على واقع القضية ودور الساحات المختلفة في خدمة القضية والدور الذي تلعبه الساحة في معركة التحرير والعودة.
- سلط المؤتمر الضوء على القضية الفلسطينية المركزية، وقضية القدس الحيوية.
توصيات مستقبلية للارتقاء بالمؤتمرات:
- زيادة عدد أيام المؤتمر، وزيادة عدد ساعاته، لإمكانية زيادة الوقت المحدد للمتحدث، ولمداخلات الحضور وذلك لإمكانية تحقيق الاستفادة الاكبر.
- وجود تغطية إعلامية أكبر واوسع تواكب أيام المؤتمر منذ لحظة البدء وحتى الانتهاء.
- ضرورة تقديم المتحدثين والباحثين المختصين أوراق عملهم لإدارة المؤتمر قبل بدء المؤتمر بمدة كافية.