مركز غزة للدراسات و الاستراتيجيات
تاريخ النشر : 2016-02-25
الحكومة الإلكترونية في فلسطين (واقع وطموحات)
الحكومة الإلكترونية في فلسطين (واقع وطموحات)

وقتنا الحاضر هو عصر تقنية المعلومات والاتصالات والتي تعتبر بحق أهم دعائم وأسس تقدم الدول وتطورها،ولقد أثبتت الدراسات على أن هذه التقنية تستطيع أن توفر للإنسان خدمات كثيرة لم يكن يعهدها من قبل، ولهذا فإن معظم الدول دأبت على توظيف هذه التقنية ووضع الخطط الإستراتيجية لتطويرها واستثمارها في جميع المجالات وذلك من خلال إرساء مفهوم الحكومة الالكترونية

ونحن نحيى في عالمنا الفلسطيني تطوراً ملحوظاً في التكنولوجيا الإلكترونية، حتى وصل الأمر أن التكنولوجيا أصبحت لا تغادر أي بيت أو مؤسسة حكومية أو خاصة، ويُعتبر الاستخدام الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي وخاصة فيس بوك الأثر الكبير في استخدام التكنولوجيا الحديثة في ذلك، والسؤال الذي يطرح نفسه هل ممكن تطبيق الحكومة الإلكترونية في فلسطين، وهل ذلك واقع موجود؟ أم طموح نسعى إليه.

حقيقة ما نشاهده الآن وبعد انتشار مفهوم الحكومة الإلكترونية والحديث الواسع لها من قبل المسؤولين وأصحاب الاختصاص أصبح لزاماً علينا أن نقول ماذا سنستفيد من تطبيق الحكومة الإلكترونية في فلسطين.

إن التكنولوجيا المعلوماتية والاتصالات تمتلك عناصر قوة باستطاعتها فرض تغيير في أنماط العمل والإدارة في جميع المجالات ونخص بالذكر هنا في الدوائر الحكومية، حيث تقوم برفع كفاءة الأداء وكسب الوقت والجهد والمال، كما توفر الطفرة الإلكترونية الحديثة إمكانية إشراك المواطنين والمجتمع المدني في مناقشة السياسات، من خلال الحوار المباشر، ودعم اتخاذ القرارات، وصياغة السياسات بشكل متفهم أكثر للمواطن واحتياجاته. من هذا المنطلق نشأت فكرة "الحكومة الإلكترونية"، وأخذت بها معظم دول العالم ووصلت في تنفيذها مستويات متقدمة.

إن تحويل الخدمات المقدمة للجمهور إلى خدمات الكترونية تساهم في زيادة القدرة التنافسية للدولة وتعزز علاقتها الاقتصادية والسياسية والثقافية، وكذلك تسهل على المواطنين وتجلب لهم الراحة وتجعل الثقة بالحكومة تزداد يوماً بعد يوم، وذلك يظهر جلياً في أن استخدام البرامج الإلكترونية في المعاملات وسرعة الأداء وقصر وقت تنفيذ الخدمة  المقدمة للمواطن.

إن بناء الحكومة الالكترونية يعني الأخذ بالحسبان كل ما تمارسه الحكومة في العالم الحقيقي، سواء في علاقتها بالجمهور أو علاقة مؤسساتها بعضها ببعض أو علاقتها بجهات الأعمال الداخلية والخارجية، إنها بحق إعادة هندسة أو إعادة اختراع للقائم ووضعه في نطاق البيئة الرقمية التفاعلية

وهناك فوائد عديدة لتطبيق الحكومة الإلكترونية في فلسطين منها على سبيل المثال وجود كفاءة عالية في الإجراءات وترشيد التكلفة ، وتعمل على رفع مستوى الأداء من خلال انتقال المعلومات بدقة وانسيابية بين الدوائر الحكومية المختلفة وأيضاً تعمل على زيادة دقة البيانات كما تعمل على تقليص الإجراءات الإدارية مع توفر المعلومات بشكلها الرقمي،

إن الحكومة الإلكترونية تهتم في المقام الأول باستخدام التقنية لرفع مستوى الخدمات الحكومية وتسهيل الحصول عليها, والتنسيق بين الجهات الحكومية المختلفة لتحقيق الفائدة للمواطنين والشركات والحكومة ذاتها. وتشمل هذه الخدمات: المشتريات والمناقصات الحكومية للسلع والخدمات, تسجيل وتجديد الرخص والتصاريح, إيجاد الوظائف وتسديد المستحقات...الخ. وبالتالي فإن الحكومة الإلكترونية تهدف إلى تحويل التعامل (بين القطاعات الحكومية مع بعضها) إلى طريقة تتسم بالسهولة والراحة والشفافية والجدوى الاقتصادية.

وعليه فإننا في فلسطين نرى أنه قد تم بالفعل تحويل بعض الخدمات إلى خدمات إلكترونية وتشرف عليها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لكنها بحاجة إلى تطوير دائم ومستمر حتى نصل بالفعل إلى حكومة إلكترونية فلسطينية نفخر بها أمام العالم العربي والإسلامي والدولي، وهذا ما نصبو إليه في فلسطين و نواكب التطور الرقمي التكنولوجي المستمر